اتفاقية ميناماتا للزئبق : لبنان لم يوقّع ووزارة البيئة غائبة
وقّع ممثلو نحو 86 دولة في اليابان معاهدة في شأن استخدام الزئبق وانبعاثاته تحمل اسم “اتفاقية ميناماتا” المدينة اليابانية التي شهدت اسوأ تسمم بهذا المعدن الشديد السمية. لبنان لم يوقع المعاهدة لعدم وجود قرارمن مجلس الوزراء اللبناني في ظل حكومة تصريف الاعمال. واللافت هوغياب واضح لوزارة البيئة اللبنانية المعنية مباشرة بتنفيذ بنود هذه الاتفاقية.
تمثل وجود لبنان الدبلوماسي بحضور السفير اللبناني في اليابان محمد الديب في اليومين الاخيرين لمؤتمر المفوضين ميناماتا بشأن الزئبق.
ووقعت الاتفاقية بمناسبة اجتماع نظم في رعاية الأمم المتحدة في كوماموتو، جنوب غرب اليابان، البلدة القريبة من ميناماتا، بعد صياغتها واقرارها في جنيف في كانون الثاني الماضي. وتهدف الى خفض انبعاثات الزئبق السام جداً للصحة والبيئة، على مستوى العالم وكذلك انتاجه واستخدامه.
جدير بالذكر أن المعاهدة تنص على ضوابط وتخفيضات الزئبق فى التطبيقات بدءًا من المعدات الطبية كميزان الحرارة واّلات الضغط والمصابيح الكهربائية إلى التعدين وقطاعات الأسمنت والطاقة التى تعمل بالفحم وغيرها من المنتجات المضاف إليها الزئبق ، كاللمبات الموفرة للطاقة والبطاريات وكذلك الكريمات و مواد التجميل ، فضلا عن النفايات الناتجة من عيادات الأسنان اللتي تستخدم حشوات الأسنان التي تحتوي على الزئبق.
تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد مصادقة 50 دولة عليها، خلال ثلاث او أربع سنوات حسب منظمي المؤتمر. وتنص خصوصاً على ازالة كل المعدات التي تستخدم الزئبق في حلول 2020. وهي تمهل الدول التي لديها نشاطات منجمية 15 عاما لوقف استخدام الزئبق.
ان مادة الزئبق تثير انشغالاً عالميًا بسبب انتقالها البعيد المدى فى الجو، وثباتها فى البيئة بمجرد دخولها إليها بوسائط بشرية المنشأ، وقدرتها على التراكم بيئيًا فى النظم الإيكولوجية، وآثارها السلبية الكبيرة على صحة الإنسان والبيئة. وتشير الدراسات الى ان الزئبق مادة ثقيلة سامة تؤثر على الجهاز العصبي ولها تأثيرات صحية أخرى كفقر الدم وهو يؤثر أيضاً على جهاز المناعة ويتسبب في تشوهات.
وبذلك ابصرت اتفاقية ميناماتا النور بعد أربع سنوات من المفاوضات الدولية للوصول إلى الصيغة النهائية التي تم التصويت عليها لتكون أول اتفاقية خاصة بحظر الزئبق في الامم المتحدة.
وخلال الاجتماع الخامس للجنة التفاوض الحكومية الدولية فى كانون الثاني الماضى، اختارت الدول المشاركة مرفق البيئة العالمية GEF لتمويل تنفيذ معاهدة دولية جديدة للقضاء النهائى على التلوث بالزئبق وهى اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق.
يذكر أن اتفاقية “ميناماتا” الدولية لحظر الزئبق تضمنت تقديم الدعم التكنولوجي والعلمي للدول الموقعة للتخلص من الصناعات التي يكون الزئبق احد عناصرها الاساسية مثل المصابيح الاقتصادية وبعض الأدوات الكهربائية والطبية الأخرى.