ميقاتي يطلق دليل المواطن عن شؤون البيئة
أطلق رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي “دليل المواطن في كل ما يتعلق بشؤون البيئة والخدمات التي تقدمها وزارة البيئة”، في حفل أقيم قبل ظهر يوم الثلاثاء 23 تموز في السرايا، بدعوة من وزارة البيئة.
حضر الإحتفال: نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، وزير البيئة ناظم الخوري، وزير الإقتصاد والتجارة نقولا نحاس، وزير الإعلام وليد الداعوق، وزير الصناعة فريج صابونجيان، وزير شؤون المهجرين علاء الدين ترو، وشخصيات ديبلوماسية وإقتصادية وإعلامية .
والقى وزير البيئة في المناسبة كلمة قال فيها :”بيئة لبنان وجهه وهويته، ووزارة البيئة لم تستكمل بعد عناصر تكوينها الاساسية والتي تحتاجها لتحقيق أهدافها ولبلوغ الغاية التي أنشئت من أجلها عام 1993،اذ حال دون ذلك غياب التشريعات الضرورية وعدم تعيين العدد الوافي من الاداريين والاخصائيين للقيام بمهام حماية البيئة في لبنان. إنتهجنا، ومنذ اليوم الاول لتولينا هذه الحقيبة الدقيقة، شعار:”البيئة السياسية في خدمة السياسة البيئية” فابتعدنا عن الاجندات السياسية والحزبية، وآمنا بأن الحكم استمرار وتوالت ورش العمل، فنبض قلب الوزارة وتحسسنا مع كبار موظفيها ومستشاريها المشاكل والمعوقات، وتوصلنا بمعاونة أصحاب الرأي والاختصاص والخبرة الى وضع خارطة طريق توصلنا الى الهدف السامي المنشود. ولأننا نؤمن بمبدأ المشاركة، جعلنا من التنسيق والتعاون مع العديد من الوزارات والادارات هاجسنا، وفي هذا الاطار تقاطعنا بإيجابية مع القطاعين العام والخاص فأثمر هذا التشابك إنجازات وحلول قفزنا بها فوق ثغرات الخلل وفوق مكامن الضعف في جسم الادارة.
أضاف :”إيمانا منا بروح الشفافية التي ينتهجها فخامة رئيس البلاد وتحت راية الصدق التي رفعها في عهده، وعبر الدعم والتشجيع القويين اللذين لقيناهما من دولتكم ومن الحكومة من خلالكم، إضافة الى تبني دولة رئيس مجلس النواب والنواب الكرام مشاريع القوانين والمراسيم التي عملنا على تحقيقها، بفضل هذه الايجابية وبفضل التعاون الذي قابلنا به الجميع، تمكنت الوزارة من اقرار عدد من مشاريع القوانين في مجلس الوزراء في العام 2012 وهي: انشاء النيابة العامة البيئية، المحميات الطبيعية، الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة، حماية نوعية الهواء. وقد أحيلت هذه المشاريع الى المجلس النيابي لدرسها وإقرارها. كما أصدرت الوزارة في آذار 2012 أربعة مشاريع مراسيم تطبيقية لقانون حماية البيئة وهي تتعلق بما يلي:المجلس الوطني للبيئة ،تقييم الاثر البيئي، التقييم البيئي الاستراتيجي والالتزام البيئي للمنشآت. كما تجدر الاشارة الى أننا وضعنا الأسس والقواعد التي تحكم امتحانات رؤساء الدوائر والمصالح.
وقال :”أما اليوم فخطوتنا واثقة وجريئة، ودليل المواطن يساهم في توعية المواطنين، وبقدر ما يعي اللبناني حقوقه وواجباته بقدر ما يبتعد عن الفساد والمواطن الذي يعرف منهج التعامل مع ما يحتاجه من الوزارة يبتعد عن مساوئ الواسطة وعن السمسرات الرخيصة”.
أضاف :”هذا الدليل يرشد المستعين به الى طريقة تقديم الطلب وتكوين المستندات فيوفر على المواطنين ما اعتادوا عليه من جهد ومعاناة المراجعات التي لا طائل تحتها. إن هذا الدليل الذي نطلقه اليوم يشكل للعاملين في الوزارة موردا مهما يستندون اليه لمعرفة مدى صلاحياتهم فيلتزمون بأصولها ولا يسعون الى استغلالها من خلال جهل المواطن. نأمل أن يساهم هذا الدليل في إطلاق الخطوة الاولى من رحلة مكافحة الفساد الطويلة والشاقة عبر ممارسة الادارة بشفافية وبإلتزام صادق بمبادئ العدالة والمساواة ان المواطن الواعي يحافظ على لبنانه وعلى بيئته، والبيئة المصانة تحضن لبنان ولبنانييه. فشكرا لمواكبتنا في انطلاقة “دليل المواطن “وشكرا دولة الرئيس لاستضافة هذا الحفل”.
وقال الرئيس ميقاتي في كلمته :”يسرنا ان نلتقي اليوم لنحتفل معا باطلاق وزارة البيئة دليل المواطن الذي يشكل خطوة رائدة في مجال تنظيم العمل الاداري في الوزارة وتسهيل امور المواطنين. ولا بد هنا من التنويه بجهود معالي الوزير ناظم الخوري الذي يتولى هذه الوزارة بجدارة واثبت مع فريق عمله وجهاز الوزارة عن قدرة مميزة في مواكبة التحديات البيئية الكثيرة التي نواجهها وتجاوز الصعوبات الكثيرة الماثلة في هذا المجال”.
أضاف :”يشكل الهم البيئي أحد أهم التحديات التي تواجه لبنان حاضرا ومستقبلا، من أجل صون وطننا وحماية ارضه وبيئته ومناطقه، لكن المؤسف انه رغم الجهود التي بذلناها وسوانا والقوانين العديدة التي صدرت في هذا المجال، لا يزال الانفلات البيئي مستشريا في اكثر من منطقة، نتيجة غياب الحس الكافي لدى المواطنين بضرورة الحفاظ على ما انعم به الله على وطننا من جمالات وخيرات طبيعية، وإتباع غالبية المواطنين نظرية الحرية المطلقة في التصرف ولو ادى ذلك الى تشويه البيئة وتلويثها وتبديد مقوماتها”.
وقال :”رب قائل يقول انتم مسؤولون وعليكم العمل للجم الفوضى البيئية وضبط حسن ادارة الملفات البيئية ومراقبة حسن التقيد بالقوانين، وفي هذا القول بعض الصحة، وهو ما نقوم به قدر الامكانات المتاحة، ولكن في الوقت ذاته هناك مسؤولية اساسية ومباشرة تقع على المواطن نفسه في الحفاظ على بلده ومقوماته البيئية، لانه من المستحيل وضع خفير على كل انسان او ملاحقة كل انسان في تصرفاته اليومية”.
أضاف :”الوعي البيئي يبدأ من المنزل وتربية الاولاد على حماية الطبيعية وصولا الى تربية مدنية سليمة في المدرسة وهنا دور الاهل في تنشئة اجيالهم وحسن توعيتهم على هذا الملف الاساسي وصولا الى دور البلديات والادارات المحلية في المدن والقرى وهيئات المجتمع المدني التي تتحرك في هذا الاطار وجهودها جد مشكورة وتمثل تعويضا معينا عن ضعف الاهتمام الرسمي بفعل المشكلات الكثيرة التي نعاني منها وضعف الامكانات المالية والمادية”.
وختم ميقاتي :”مهما تحدثنا عن البيئة والحفاظ عليها يبقى الاساس في تعميم ثقافة المواطنية الحقة وايماننا جميعا نحن اللبنانيين بالانتماء الحقيقي الى هذه الارض وهذا الوطن. الانتماء الحقيقي الى الوطن يقوي جذور عيشنا الواحد رغم الاختلافات المشروعة في الرؤى والافكار. حس المواطنية يعزز محبتنا لوطننا وتشبثنا بهويتنا اللبنانية وارزتنا الشامخة مدى التاريخ والاجيال”. وقال: “في كلمة سابقة قلت واكرر اليوم انه ليس صدفة ان العلم اللبناني هو الوحيد بين اعلام الدول الذي تتوسطه شجرة في وسطه هي شجرة الارز وفي ذلك دليل صارخ على اولوية إنتمائنا الى هذه الارض وضرورة تعاوننا للحفاظ عليها وصونها للاجيال المقبلة. تعالوا ايها السادة نبني معا حاضرا سليما يرسم رؤية زاهرة للمستقبل. تعالوا نبني اليوم لبنان الغد على صورة الجمالية الفائقة التي اورثنا اياها اسلافنا.