ورشة عمل في جامعة القديس يوسف بعنوان “نحو مناطق مستدامة في لبنان”
أقيمت اليوم في جامعة القديس يوسف، حرم الابتكار والرياضة – قاعة فرنسوا باسيل، ورشة عمل بعنوان “نحو مناطق مستدامة في لبنان: تجربة المتن الأعلى، إبراز نتائج، مناقشة آفاق وتبادل خبرات مع مبادرتي منطقتي عكار الأعلى وجزين”.
والقى ممثل وزير البيئة ناظم الخوري غسان الصياح كلمة قال فيها: “يسرني أن نجتمع اليوم في ورشة العمل التي ينظمها اتحاد بلديات المتن الأعلى ومنطقة إيل دو فرانس بالتعاون مع مكتب منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة (لبنان)/المكتب التقني للبلديات اللبنانية، حول المناطق المستدامة في لبنان للاطلاع على التجارب والمبادرات المميزة في هذا المجال وتحديدا في منطقة المتن الأعلى.
يكتسي هذا اللقاء أهمية كبيرة، وخصوصا بعد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ريو +20 في حزيران الماضي، والذي ركز على ضرورة اعتماد البلدان كافة للسياسات المناسبة والضرورية من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المستدامة”.
وأشار الى أن “من أهم ركائز النمو المستدام جعل المدن أكثر استدامة، وتحديدا في لبنان الذي يعتبر بلدا متمدنا جدا، يعيش 88 في المئة من سكانه في المناطق الحضرية. فتضم منطقة بيروت الكبرى مثلا 2.5 مليون نسمة، وقد نمت بما يفوق قدرتها على الاستيعاب، لذا تبرز الحاجة إلى تطبيق استراتيجيات تحد من التمدن وتجعل مدننا أكثر استدامة.
وفي هذا الإطار، رمت الحكومة اللبنانية إلى تحسين المدن من خلال برامج جارية أو مستقبلية، منها:
– تحسين إدارة النفايات الصلبة: على الصعيد الوطني، يطمر نحو 51 في المئة من النفايات الصلبة، ويطرح 32 في المئة في المكبات، ويسترد 17 في المئة منها. لذلك، أعدت وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العام 2010 “المخطط التوجيهي لإقفال المكبات العشوائية وإعادة تأهيلها”، والذي بدأ العمل في تطبيقه من خلال إطلاق إعادة تأهيل مكب صيدا عام 2012. وعام 2012 أيضا، وافق مجلس الوزراء على قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة الذي ينتظر إقرار المجلس النيابي.
– تحسين النقل البري: يوجد 1.2 مليون مركبة في لبنان ومنها 350 ألف مركبة على الأقل تدخل بيروت يوميا، مما يستدعي إصلاحا جذريا، وتحديدا تشجيع النقل المشترك وغيرها من الإجراءات التي من شأنها تحسين الوضع القائم، والتي بدأت الحكومة باتخاذ بعض منها.
– تعزيز نوعية الهواء في المدن: يطبق لبنان اليوم برنامجا جزئيا لرصد نوعية الهواء (في بيروت وشمال لبنان) وهو يشكل حجر الأساس لوضع استراتيجيات إدارة تلوث الهواء في البلد، علما أن من المنتظر تأمين تغطية أوسع بفضل هبة من الاتحاد الاوروبي يبدأ العمل فيها قريبا.
– تعزيز الوصول إلى الشواطئ والمتنزهات العامة: يتعين علينا جميعا بذل جهود إضافية لتعزيز الوصول إلى متنزهات المدن والشواطئ العامة، وللحد من انخفاض عدد المساحات العامة في منطقة بيروت الكبرى، بما في ذلك الملاعب والحدائق والشواطئ العامة والمتنزهات، بالإضافة إلى تأمين صيانة أفضل للمساحات العامة القائمة”.
أضاف: “إن هذه الجهود التي من شأنها تحسين الوضع البيئي تستلزم اعتبار البيئة مسؤولية مشتركة بين جميع فئات المجتمع، وهذا ما عولت عليه وزارة البيئة منذ أن وضعت برنامج عملها عام 2011 فأدرجته على موقعها الالكتروني لاستقبال آراء شركائها في القطاعين العام والخاص وفي المجتمع المدني، وذلك لتبادل التجارب والتوقعات والخبرات بين جميع الأطراف من أجل العمل على معالجة الأولويات البيئية الوطنية بطريقة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. كما ترجمت الشراكة المميزة داخل القطاع العام ومع القطاع الخاص والهيئات الأهلية بتقرير واحد إلى قمة التنمية المستدامة ريو+20 (حزيران 2012)، وهذه سابقة”.
وختم: “اليوم، إذ يسعدنا أن نشارك في ورشة العمل هذه التي تنظم بالشراكة بين محليين ودوليين من القطاع العام والخاص والأكاديمي، نتوجه بالشكر إلى القيمين على تجربة المناطق المستدامة في المتن الأعلى، على أمل تعميمها على كل المناطق اللبنانية، لما فيه خير التنمية المستدامة في لبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام