الندوة اللبنانية للبيئة ونقابة المحررين كرمتا برجيس الجميل
كرمت نقابة المحررين والندوة اللبنانية للحفاظ على البيئة، رئيس المركز التربوي للاعلام والبيئة والتاريخ الدكتور برجيس الجميل، في احتفال اقيم في قاعة كنيسة سيدة المعونات في بلدته عين الخروبة المتنية، تخللته ندوة عن مؤلفاته التربوية، في حضور السيدة جويس الجميل ممثلة الرئيس امين الجميل والنائب سامي الجميل، النائب نديم الجميل، المخرج والمبدع ريمون جبارة، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، وحشد من اهل الفكر والثقافة والاصدقاء.
قدم الندوة وادارها الدكتور جورج طراد الذي اشار الى “ان برجيس الجميل فتح دروبا سلكها من بعده الآخرون في مواضيع البيئة واهمية الاعلام ومخاطر التكنولوجيا والانترنت، وهو رائد لم تتوقف اندفاعاته الهادرة والباحثة دائما عن الافضل ليقدمه الى الاجيال اللبنانية الطالعة انطلاقا من عين الخروبة فالمتن فكل لبنان”.
باز
ثم القى كاهن الرعية الاب انطوان باز كلمة ترحيبية، لافتا الى “ان هذه الندوة تسلط الضوء على اعمال بيئي وتربوي واعلامي فيتكرم اليوم ونتكرم به من خلال اعمال وكتابات اسهمت وتسهم في خلق جيل جديد يتكل عليه في بناء هذا الوطن على اسس خلاقة مرتكزة على التنمية الانسانية والوطنية والثقافية والبيئية”.
كرم
بعد ذلك تناول الدكتور جان كرم الجانب الاعلامي عند الجميل متوقفا عند “تحديه مراسم الاعلام البحتي والنخبوي بجعله مادة متواضعة في التربية والاخلاق، والمغامرة في دخول النشر المتخصص الرائد فشدد على “ان الجميل حمل الكلمة التربوية والصوت الهادر ليقول للطلاب والاهل والاساتذة والمربين، انتبهوا انتم مع الاعلام في الهيكل المقدس، تعرفوا الى مقدساته لكن حذار الافخاخ، اعطيكم خريطة الطريق الى الاستفادة من الاعلام وتجنب الوقوع في رذائله وهذه هي وظيفة المربي والتربية”.
واشار الى “ان الجميل ترجم فكره ومعرفته الواسعة والموثقة باسلوب خاص وشخصية خاصة فكان فريدا في ما نشر ومغامرا في الريادة”.
مغامس
ثم تحدث الاديب جوزف مغامس عن محور البيئة عند الجميل فاعتبره “شي غيفارا البيئة وفيلسوف الارض ونبي التراب”، وشدد على “ان فساد البيئة اخطر من فساد الادارة الرسمية واخطر من ملف الاملاك البحرية والمرفأ والجمارك، بل اخطر المخاطر هو”، سائلا “ما نفع السلسلة المحالة والضرائب المجباة والحقوق المستعادة اذا فسدت بيئتنا وضاعت منا حياتنا؟”، وحرض الجميل على “قيادة ثورة الربيع البيئي في لبنان، ثورة فعلية موجعة في وجه اعداء البيئة قبل ان يأتي يوم ليس ببعيد تثور فيه البيئة في وجهنا جميعا، وليجعل ايامه يوما للسيف ويوما للقلم، يوما للمنبر ويوما للشارع فحيث لا تؤثر الكلمة لا بد للسيف ان يجرح”.
الحاج
وتناول الدكتور الياس الحاج في مداخلته فكرة الارض عند برجيس الجميل، فأشار الى انه “آمن ان حبة التراب هي للبنان المنطلق والمحور وانه اختار التنسك في معبد البيئة انقاذا لاجيال ووطن”. واكد “ان صرخاته التي اطلقها في مؤلفاته التربوية البيئية مدوية، هادفة وواعدة عساها في وطن النفعية المستبيحة والمستباحة، وطن الفوضى والعبثية لا تذهب صرخة في وادي زمن يبكينا مستقبلا ونبكيه ماضيا”.
البساط
وتطرقت الدكتورة الهام كلاب البساط الى رسالة المرأة في تجربة برجيس في مقاربته لموضوع البيئة من الناحية التربوية والتي تشكل النساء موقعها الاكيد ومن خلال مقاربته لرسالتها وادوارها المتنوعة العديدة في الحفاظ على البيئة وحمايتها وتثمير امكاناتها وتطوير المجتمعات وتنمية الاوطان. واعتبرت “ان للمرأة في مجال المحافظة على البيئة وتطويرها الدور الاساسي المؤثر في الخير الخاص كما في الخير العام، فلنعطها امكانية القرار حيث يمكن لها ان تقرر مهتدية بقلبها وحدسها ومعرفتها وايمانها بان تراب هذا الوطن وهواءه، تراب كل الانسانية في توقها نحو النقاء والسلامة والجمال”.
عون
واشار نقيب المحررين الياس عون في كلمته الى ان برجيس الجميل “غرد في سرب مهنة المتاعب ولا يزال يغرد ما دام اليراع ملك اليدين، وانه احب مهنة المتاعب حتى العشق ومن تخرج على يديه من الزملاء ساروا على دربه المستقيم والساعي ابدا وراء الحقيقة والحرية والخبر اليقين”. ولفت الى “ان الجميل دعا في كتاباته الى الترفع عن الذات والى تحمل المسؤولية وحض العاملين في ميدانه الارحب ان ينتقدوا بلغة موضوعية وشفافة بناءة لا بلغة القدح والذم، فالاعلام الحر يلبي متطلبات الاجيال الصاعدة، انه يكشف عن الحسنات والمساوىء ولا يهادن اي شخص سواء كان في السلطة ام خارجها”.
بخعازي
ثم كانت مداخلة لرئيس الندوة اللبنانية للحفاظ على البيئة انطوان بخعازي فاشار الى “ان الجميل يتمتع باخلاق سامية وبرؤية واضحة كي يعطي للبيئة حقها ويفرض احترامها وحمايتها وهو يتميز بكلمات خارقة ودامغة تهز الضمائر وتصوب المصير لان للبيئة علاقة وثيقة بمصيرنا جميعا”. واعتبر “ان بيئة الانسان هي بحاجة ماسة الى الاعلام كخط دفاع منيع لها وخط توعية وادراك وانتشار لابراز اهميتها وديمومتها، ان الصراع القائم مع الانسان والمبارزة الطائشة ما برحت تتوغل وتتفشى طالما الطمع والجشع ما زالا ايضا متفشين فيها حتى اشعار آخر، علينا جميعا، متضامنين متكاتفين، اخذ التدابير بالطرق المتوفرة وما اكثرها لوقف هذا النزيف الرهيب المميت”.
الجميل
وبعدما تسلم المحتفى به دروعا تقديرية من نقابة المحررين والندوة اللبنانية للحفاظ على البيئة وايقونة سيدة المعونات من الرعية كانت له كلمة شكر استهلها بشكر السيدة العذراء وشقيقه المطران بطرس الجميل وكل من ساهم في انجاح هذا الاحتفال مؤكدا “ان كل ما قام به حتى الآن كان لتبقى جباه اولادنا واولاد اولادنا شامخة وان هذا التكريم ليس نهاية العطاء بل هو حافز لمزيد من العطاء واعدا باكمال المسيرة وصولا الى تحقيق الاهداف المرجوة منها”.
وكشف ان “قصة كنيسة السيدة في عين الخروبة كبيرة سوف يكتبها في المرحلة المقبلة”، مؤكدا انه “سيسلم المشعل لاولاده من بعده متطرقا الى الدور البارز والنهضوي الذي لعبته الكنائس والاديار عبر التاريخ في لبنان والعالم العربي”.
ودعا الجميل الى “التشبث بالارض”، محذرا من “مخاطر بيعها للغرباء”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام