أمواج البيئة: عرش المياه في خطر
بمناسبة اليوم العالمي للمياه تعلن جمعية أمواج البيئة في لبنان بأن عرش المياه اللبناني في خطر وفقاً لأحدث بحث ميداني قامت به أمواج البيئة بالتعاون مع التجمع اللبناني للبيئة ومنظمة اسكوا والشبكة العربية للبيئة والتنمية وشمل عدّة مواقع وبلدات محاذية لمجرى وروافد نهر الليطاني من الشمال الى الجنوب فأظهرت الدراسات بأن مجرى نهر الليطاني تحوّل الى “مجرور” عامّ غير صحّي نظراً لعدم وجود محطّات معالجة وتكرير للمخلّفات السائلة وإذا وجدت فهي معطّلة. والنسبة الأكبر من البلدات المحيطة تصبّ نفاياتها السائلة في النهر مباشرة الى جانب العديد من مصادر التلوّث الكيميائي الناتج عن المصانع والدبّاغات ومعامل مواد البناء وتحويل مجاري المياه كافة الى مكبّ للنفايات والجيف وكلّ أنواع القاذورات.
خلصت الدراسة الى إعلان نهر الليطاني مصدر مياه مريض من الدرجة الأولى ويحتاج الى العناية الفائقة أو الموت السريع.
وقسّمت الدراسة نهر الليطاني الى قسمين: النهر الأعلى من الينابيع في البقاع الشمالي حتى بحيرة القرعون مصاب بتلوّث كيميائي خطير نتيجة الأسباب المذكورة أعلاه ويشكّل خطر على الأحياء المائية والحيوانية والبشريّة وزراعات سهل البقاع والمستهلكين.
والنهر الأسفل من القرعون حتى المصبّ في القاسمية مصاب بتلوّث جرثومي ومخلّفات المرامل التي ترمى وتقضي على الأحياء المائية إضافة الى آثارها السلبيّة على الزراعة ومياه الاستعمال.
تنوّه أمواج البيئة بمشاريع تطوير الاستفادة من الموارد المائية لإنماء مناطق البقاع والجنوب عبر تنفيذ مشروع الليطاني ولكنها تحذّر في الوقت نفسه من أن عدم معالجة وإلغاء مصادر التلوّث سيعمم المشكلة وينقل الأضرار الخطيرة الى نطاق أوسع.
تنبّه أمواج البيئة الى أنّ أفكار تغذية مدينة بيروت من مياه الليطاني غير عمليّة وعالية الكلفة ومن الأجدر تلبية حاجات بيروت من مياه نهري الأوّلي والدامور.
إن جمعية أمواج البيئة في لبنان وبناءً على ما تقدّم إذ تعلن أن عرش المياه اللبناني في خطر تطالب الحكومة وأصحاب القرار بوضع هذه القضيّة الهامّة على رأس أولويّات المعالجة من خلال الإدارة المتكاملة لحوض الليطاني وتحويل مصلحة الليطاني الى مؤسسة عامّة حكوميّة مستقلّة تناط بها جميع الصلاحيات الموزّعة حاليّاً على عدّة إدارات دون تنسيق وتكامل.